استراتيجية التعامل مع أنماط المتدربين و أخطر أنواعهم

مقالات التدريب

بواسطة فريق عمل طموح في 05-08-2021

تعتمد الدورات التدريبية والبيئة التدريبية الآمنة بشكل كبير على المدرب في إنجاح الدورة ولكن وبشكل آخر قد يؤثر نمط وشخصيات المتدربين على الدورات التدريبية بشكل إيجابي أو سلبي، مما يجعل المدرب يحاول دائمًا التعامل مع تلك الأنماط ومعرفة كيفية التعامل مع انماط المتدربين، وذلك لتحقيق التفاهم والإدراك الكامل والنجاح الدائم للأهداف التدريبية التي يسعى إليها المدرب.

و سنناقش في هذا المقال انماط المتدربين وكيفية التعامل معهم، والسلوكيات التي تواجه المدرب من قبل المتدربين، وزيادة وعي المتدرب حول كيفية التعامل مع انماط المتدربين حتى تنجح الدورة التدريبية.

سنناقش مايلي:

نمط المتدربين وطرق التعامل مع المتدربين:

بإختلاف الشخصيات وتعدد السلوكيات تختلف أنماط المقبلين على الدورات التدريبية، فكل يتعامل حسب طبعه وسلوكه وشخصيته. 

أقسام أنماط المتدربين:

  • نمط المتدربين الإيجابي. 
  • نمط المتدربين السلبي.

أولا: نمط المتدربين الإيجابي يتمثل فيما يلي:

  • المتدرب قوي الشخصية:

ويمتلك ذلك المتدرب مهارات إدارية، ويتصف بكونه قوي الشخصية، و متحدث لبق ويتناقش بمعرفة مسبقة أثناء التدريب، ويرجع ذلك لكونه ذو خبرة عالية في مجالات مختلفة تمكنه من الحوار والنقاش والتعبير عن رأيه بسهولة.

  • بعض طرق التعامل مع المتدربين أقوياء الشخصية منها:

الإصغاء التام لهم دون إبداء الاستياء بما يقولون، وأيضا عدم مقاطعته أثناء النقاش أو الحوار، ويجب على المدرب أثناء التعامل مع نمط المتدربين هنا أن يضبط أعصابه ويحافظ على هدوئه و الانتباه التام أثناء الحديث، وأن يحاول المدرب تقديم الحجج والبراهين المقنعة للمتدرب، وكذلك الاستماع إلى آرائه مع بعض أراء المتدربين الآخرين.

  • المتدرب واسع المعرفة أو المعلوماتي:

يعتمد أنماط المتدربين هنا على موسوعته العلمية وخبراته الدراسية العديدة، ولديه دائمًا الإجابة على كل سؤال مطروح أثناء الدورات التدريبية، وردوده حاضرة دائما، ويناقش بشكل مفصل في جوانب التدريب، أحيانا يصيب الآخرين بالضيق والضجر لكثرة معلوماته وفرض ثقته وخبرته عليهم.

  • طرق التعامل مع المتدربين واسعي المعرفة:

يجب على المدرب أثناء التعامل مع نمط المتدربين هذا، بأن يترك لهم فرصة التعبير عن آرائهم وطرح معلوماتهم وعرض خبراتهم، مع إشراك المتدربين الآخرين في نقد آرائه ومعتقداته، مقاطعته في الوقت المناسب لأنه مسهب في الحوار بشكل كبير، محاولة توظيف معلوماته بطريقة تخدم التدريب والمتدربين الآخرين، كن واقعيًا معه وألفت نظره حول الآراء والمعتقدات الخاطئة.

  • المتدرب صاحب التفكير الإيجابي:

وهو ما يعرف المتدرب المثالي، صاحب الشخصية الإيجابية الذي يراعي دائما شعور الآخرين، يوجه الأسئلة للمدرب بشكل لبق ووقور، وينصت باهتمام للمعلومات المختلفة، ويكون دائماً واقعي ومهتم بالنتائج التي سيحصل عليها من الدورات التدريبية وكيفية توظيفها في جوانب حياته المهنية والعلمية المتنوعة، ومتحمس دائما لكل جديد.

  • طرق التعامل مع المتدربين ذوي التفكير الإيجابي:

يجب على المدرب هنا احترام أفكاره ومعتقداته وتقديم الاحترام التام أثناء التعامل معه، وأن يتفاعل مع أفكاره ومحاولة المدرب البحث عما يفوق تفكيره حتى يجد نقطة نقاش بينهما، ويمكن للمدرب أيضا قبول تحدياته والاستفادة من فعاليتها، وحثه على المشاركة الدائمة وذلك لضمان فعالية الدورة التدريبية.

  • المتدرب السلس:

كما موضح من الأسم فهو متدرب تعاملاته سهلة وسلسة مع المدربين والمتدربين، بشوش دائمًا ويقبل جميع الأراء، هاديء ولكنه لا يحافظ على وقته وغير منظم أثناء التدريب.

  • طرق التعامل مع المتدربين ذوي الشخصية السلسه:

على المدرب دائما مع نمط المتدربين هذا أن يتعامل بطريقة التوجيه، أن يوجهه في النقاش وأن يوجه المتدرب إلى المشاركة وإبداء الاهتمام والإنصات له، والمحافظة عليه وتوجيهه لمدى أهمية الحفاظ على الوقت وأهمية التنظيم في الدورات التدريبية، ومقابلته ونقاشه بإحترام.

  • المتدرب الصديق:

واخيرًا يعد من نمط المتدربين الإيجابيين أثناء الدورة التدريبية، حيث يبادر هو بتقديم نفسه للمدرب، يعرض المساعدة على المدرب، ويثني على مجهوده في التدريب، وينقل آراء المتدربين الآخرين حول الدورة التدريبية بموضوعية وصدق.

  • طريقة التعامل مع المتدرب الصديق:

وذلك من خلال الترحيب به ومصادقته وحثه على المشاركة الدائمة والفعالة، والتعرف منه على ردود أفعال المتدربين الآخرين، واستخدام حيويته واندفاعه في الأنشطة الصعبة أثناء التدريب.

ويعد ذلك نمط المتدربين الإيجابي والذي يتمحور من أنماط عدة للمتدربين بشكل عام. 

ثانيا: نمط المتدربين السلبي

كما تحدثنا عن نمط المتدربين الإيجابى ولأن لكل عملة وجهان سنناقش بعض الأنماط السلبية للمتدربين، والتي يواجهها المدرب دائما أثناء دورته التدريبية. 

الأنماط السلبية للمتدربين:

  • المتدرب الغامض:

يميل دائمًا إلى الغموض والعدوانية ولا يحب المواجهة المباشرة، وينظر إلى المدرب بنظرات حادة تحثه على عدم توجيه الاسئلة له، يتوشح قناع المعرفة والعلم رغم جهله بجوانب التدريب ومواضيعه، وبالتالي يكره المشاركة والتفاعل حتى لا يتم التعرف على مستواه الحقيقي، أي أنه غير واضح معظم الوقت.

  • تعلم طرق التعامل مع المتدربين الغامضين:

هي الحدة في التعامل والنظرات وتوجيه الأسئلة له وطلب الإجابة عليها، وحثه على ذكر خبراته السابقة حول موضوع التدريب، فإن لم يستجب فبذلك يقوم المدرب بتجاهله تماما حتى لا يشعر المدرب بالاستياء والإحباط.

  • المتدرب السلبي:

وهو ما يحمل مشاعر سلبية لكل من المدرب والمتدربين وأيضًا يكون سلبيا حول الموضوعات والنقاشات الدائرة في التدريب.

  • طريقة التعامل معه:

وذلك بتقدير ارائه حثه على عرضها للمتدربين، نقاشه بواقعية وشفافية وتقديم النصيحة له دائما. 

  • المتدرب الخجول:

وهو المتدرب الذي لا يحب العمل الجماعي، يجلس منفردا دائمًا لا يشارك في الأنشطة والتمارين التدريبية، ولا يحب الاختلاط.

  • كيفية التعامل معه:

تشجيعه دائمًا وجعله يطرح الاسئلة، وحاول أن تزيد من ثقته بنفسه وبآرائه وذلك للانضمام إلى العمل ضمن فريق، ويجب وضعه دائما في مواقف ونقاشات مضمون نجاحها حتى لا يشعر بالخجل أكثر.

  • المتدرب المقاطع:

المتكلم دائما دون استئذان، يحاول إثبات قدرته وسيطرته على الآخرين من خلال الحديث في أمور خارج محاور التدريب، يقاطع نقاشات المتدربين الآخرين.        

  • كيفية التعامل معه:

تذكيره بقواعد العمل والتدريب، وعدم انتقاده مباشرة، وقم بوضع أوقات محددة للتعليقات سواء مكتوبة أو شفوية.

  • المتدرب المجادل:

وهو نمط المتدربين الذي لا يستفيد منه المدرب ولا المتدربين، ويُفقد تركيز الآخرين، وكثير الرد على الأسئلة الموجهة له بأسئلة أخرى.

  • كيفية التعامل معه:

عدم الجدال معه أثناء النقاشات، عدم السماح له بالدخول في جدال مع المتدربين الآخرين، وتقديم الادلة والبراهين على اسئلته ووجهات نظره، محاولة المدرب الحفاظ على تركيزه وهدوئه أثناء التدريب معه.

وبذلك يكون لكل نمط من المتدربين سلوكيات معينة يتم التعامل معها اعتمادا على مهارة المدرب في إدارة التدريب.

سلوكيات المتدربين:

يتفاجىء المدرب أثناء الدورات التدريبية ببعض سلوكيات المتدربين السلبية و التي تؤدي إلى فقدان السيطرة والادارة التامة على العملية التدريبية، وبالتالي من الصعب قياس سلوكيات المتدربين المختلفة، ويصعب التنبؤ بإذا كانت الدورات التدريبية مفيدة لهم أم لا؟

بعض سلوكيات المتدربين السلبية التي يواجهها المدرب أثناء العملية التدريبية:

والسلوكيات السلبية هي أي فعل يقوم به المتدرب قد يؤثر على نشاط وفاعلية العملية التدريبية، يعيق باقي المتدربين من المشاركة الفعالة.

ومن أمثلة سلوكيات المتدربين ما يلي:

  • الجدال المستمر والنقاشات التي لا تؤدي لنتيجة مثمرة، لفرض سيطرته فقط.
  • التشكيك الدائم في ما يقوله المدرب والمتدربين، والمحاولات المستمرة في إثبات عدم كفاءة المدرب.
  • عدم الانضباط وعدم الحفاظ على الوقت، واختلاق الأعذار حتى يغادر التدريب قبل موعد انتهاءه.
  • الاستخفاف والسخرية من الزملاء والمتدربين.
  • الاعتراض الدائم وذلك دون تقديم براهين أو أسباب، هو اعتراض لمجرد الاعتراض.
  • عدم المشاركة والتجربة في التمارين والانشطة المقدمة من قبل المدرب.

والجدير بالذكر بأن ذلك النمط من المتدربين، يتميز سلوكهم بشكل عام بالسلبية في الفعل والقول معًا، لذلك على المدرب تعلم كيفية إدارة سلوكيات المتدربين المختلفة.

فيجب عليه التعامل مع أنماط المتدربين هذا بكثير من الحذر والتجاهل حتى لا يؤثر على كفاءته التدريبية، فيجب الحذر من أن يثير شعوره أو يشعره بعدم التوازن أثناء التدريب، وتقبل وجهة نظر المتدرب، والتعامل معه بشكل شخصي لتجنب وضع المدرب في موقف غير لائق به أثناء العملية التدريبية.

وبذلك يحتاج المدرب الى برنامج أو دورة تدريبية تمكنه من التعامل مع سلوكيات المتدربين السلبية والغير مثمرة.

صفات المدرب الناجح:

وبهذا نستخلص أن المدرب يجب عليه أن يتمتع بعدة صفات توصله للنجاح والثبات الدائم ومن صفات المدرب الناجح ما يلي:

  • واسع المعرفة:

أن يكون واسع المعرفة ويُلم بكل التفاصيل المتعلقة بمجاله، والإحداثيات الجديدة حول الموضوع الذي يشاركه أثناء التدريب، ومعرفة المصادر المختلفة لتوجيه المتدربين إليها.

  • متحدث لبق:

وذلك بإدراكه للمفاهيم والمعاجم التي تؤهله من التحدث بطلاقة بطريقة جيدة أمام المتدربين.

  • يجيد التعامل مع الناس:

من أهم صفات المدرب الناجح هو قدرته على التعامل مع كافة الشخصيات المتباينة في الصفات والسلوكيات، حتى يكسب المتدرب ويفهمه.

  • التحلي بصفة التواضع والثقة بالنفس:

أن يتمتع بالإنصات الجيد، وقبول الاراء المختلفة، أن يتحاور بثقة موضوعية ويقدم حجج وبراهين على معلوماته.

  • أن يكون مبدع:

أي يشجع الأشخاص على التعلم ويلهم المتدرب على الأفكار الابداعية والجديدة، أي يخلق بيئة تفاعلية في التدريب وتلك أهم صفات المدرب الناجح والضامنة لنجاح العملية التدريبية.

  • مُعد جيد وقادر على التنظيم:

أي يحدد النصوص والتدريبات التي سيتم طرحها ونقاشها في التدريب، وقادر على تحديد أهداف التدريب المهمة.

كما أن من صفات المدرب الناجح المرونة والتنظيم وترتيب الأهداف.

  • التقييم:

أي أنه يقوم بتقييم الدورات التدريبية ومدى تحقيق أهدافها على المتدربين، يقيم سلوكيات المتدربين المختلفة، ويقيس مدى استفادة المتدرب منه في حياته المهنية والتعليمية الاخرى.

وبذلك تكون تلك صفات المدرب الناجح والتي تضمن اخيرا نجاح العملية التدريبية وتكون مرضية للمدرب والمتدربين معا.

ونخلص في هذا المقال إلى أن أول شيء يجب أن يتوافر في الدورات التدريبية هي صفات المدرب الناجح والتي تؤهله بدوره إلى التعامل مع سلوكيات المتدربين، وفهم نمط المتدربين المختلفين، وطرق التعامل مع المتدربين بكافة أشكالهم وشخصياتهم وسماتهم.

طموح للحقائب التدريبية

طموح نحو تدريب أفضل

للمزيد من المقالات:  

خمس مهارات محفزة في القيادة المرنة للقادة المتميزين

مراحل تصميم نظم التدريب ودورها في تطوير الدورات التدريبية

كيف تقدم الدورات التدريبية باستخدام أفضل الحقائب التدريبية

أهم أساليب التدريب الحديثة والبسيطة وطرق التدريب المختلفة

أهم خمسة ركائز لإتقان عالم التدريب لكي تصبح مدرب ناجح

التعليقات (0)


لا يوجد تعليقات ...

إضافة تعليق جديد