العنف الأسري من حيث الأنواع و الأسباب و الأثار المترتبة علية

المقالات التربوية والأسرية

بواسطة فريق عمل طموح في 05-08-2021

تعريف العنف الأسري هو ظاهرة عنف تحدث للأسر لا يخلو منها أي مجتمع، فالإنسان لا يستطيع كبح جماح غضبه وعصبيته وازداد ذلك مع زيادة الوعي الديني والأخلاقي والتربوي، وأصبح الفرد يُنفس عن غضبه بأشد الطرق تعنيفًا وإيذاءًا للأخرين، فأصبح العنف ظاهرة مرضية يستطيع فيها الفرد فرض سيطرته على من هو أقل من قوة وأقل حجة وضعفًا، والجدير بالذكر أن أشكال العنف تتعدد وتتداخل وتتنوع لذلك سنناقش في هذا المقال شكل من أشكال العنف المنتشر وهو أساس العنف في جميع أنحاء العالم، و العنف الأسري هو أشد الظواهر العدوانية المؤثرة سلبًا في الفرد والمجتمع.

سنناقش مايلي:

  • تعريف العنف الأسري.
  • أسباب العنف الأسري.
  • أنواع العنف الأسري.
  • آثار العنف الأسري وعقوبات العنف الأسري.
  • العنف الأسري ضد الأطفال.
  • قانون العنف الأسري.

 

تعريف العنف الأسري:

يمكننا تلخيص تعريف العنف الأسري بأنه ما يحدث عندما يضمر الإنسان في نفسه الكثير من العدوانية والكراهية والعنف تجاه الآخرين والذي يتحول تدريجيًا لأداة لقهر الأشخاص الأضعف وجعلهم تحت وطأته وجعلهم يدفعون ثمن أخطاء لم يرتكبها، بل يحدث ذلك لأنهم أقل قوة وحيلة من الوحش الماثل أمامهم.

ويُمكن تعريف العنف الأسري أيضا على أنه صورة غير متكافئة من تفاعل الكائن الحي مع بيئة تؤدي إلى الأذى الذي يصيبه ويصيب أشخاص آخرين، ويسبب أضرار مقصودة وغير مقصودة أن تعريف العنف الأسري ما هو إلا ممارسات سلوكية بطلها فرد من أفراد الأسرة وعواملها الغضب والإنفعال فهو يعتبر نمط من أنماط العنف ناتج عن سلوك عدواني من علاقات غير متكافئة بين الرجل والمرأة، فيلحق أحد منهما الأذى بالآخر، كعنف الزوج على زوجته أو عنف الزوجين على أولادهما وغيرها من أشكال العنف الأسري.

ويشمل العنف الأسري إلحاق الأذى بالاعتداء الجسدي واللفظي والنفسي والجنسي..إلخ،

حيث يقوم الطرف الأقوى بممارسة أساليب التهديد والتحكم والسيطرة على الطرف الأضعف، مما يفقد الأخير ثقته بنفسه، ويُشعرهم بالعجز، و إصابتهم بالاكتئاب الذي يحتاج لعلاج طبي ونفسي للتخلص من آثار العنف.

ولأن العنف يعتبر رد فعل سلبي تجاه موقف أو شعور أصبح ظاهرة منتشرة في أنحاء العالم ولا يستطيع الفرد كبح جماح غضبه مادام لا يستطيع الصبر والتحكم في ردود أفعاله لذلك أسباب العنف الأسري كثيرة سنتعرف عليها.

أسباب العنف الأسري: 

أسباب العنف الأسري كثيرة، ولا يوجد سبب واضح لانتشار ذلك النمط من العنف في المجتمع ولكن نلخصها فيما يلي:

  • ضعف الوازع الديني:

حيث يعد من أول أسباب العنف الأسري، حيث في قلب المرء واعظًا فطريًا ينهاه عن الشر وأذى الآخرين، فإذا ضعف الوازع الديني كثر العنف والظلم والأذى، ويؤدي ذلك لعدوان أفراد الأسرة بعضهم بعضا.

  • التنشئة الخاطئة:

وهي التربية التي يتلقاها الفرد من أسرته وبيئته والتي جعلته يرى العنف أمر طبيعي يحدث في كل أسرة، حيث الطفل الذي تعرض للعنف منذ صغره هو أكثر الميالين لاستخدام العنف مع الآخرين، في سوء التربية من ضرب الأطفال وضرب الزوجة وتعنيفهم تجعله يعتقد بأن ذلك السلوك هو القوة في حد ذاته لإخضاع الآخرين لأوامره وتحت سيطرته إثباتًا لنفسه شعور السيطرة والقوة والهيبة والرجولة، فسوء التربية والتعنيف منذ الصغر سبب أساسي من أسباب العنف الأسري المنتشر في المجتمع.

  • الأسباب النفسية:

يقوم الفرد للتنفيس عن غضبه وعصبيته وضغوط العمل والحياة بالعدوانية تجاه الأفراد واستخدام العنف سواء اللفظي أو الجسدي او المالي عليهم، حيث يرجع العامل النفسي للعنف هو تزايد شعور الغيرة، الغضب، الدونية، العجز لدى المُعنِّف، والعوامل النفسية تلك من أسباب العنف الأسري المؤدية لخلق أشخاص سيكوباتين في المجتمع وهم أشخاص عندهم خلل روحي ونفسي وتبقى صفة مستمرة لا يمكن تغيرها.

  • العوامل الاقتصادية:

يشكل الجانب المادي والاقتصادي سبب رئيسي من أسباب العنف الأسري، حيث البطالة والفقر وكثرة الديون وعدم تلبية الإحتياجات المادية الأساسية لأفراد الأسرة يزيدوا من عوامل العنف وذلك يستخدمها رب الأسرة لتفريغ شحنة الغضب والضغط والعجز والانهزام المادي إيذاء أسرته التي لا دخل لهم بتلك المشكلات، فكلما توتر الوضع الاقتصادي زاد العنف الأسري.

  • سوء الأخلاق:

سواء من رب الأسرة أو الأبناء ووجود بعض الأخلاقيات الغير لائقة والانحرافات الأخلاقية مثل تعاطي المخدرات وإدمان الخمر وعقوق الأولاد للآباء تعد من أكبر أسباب العنف الأسري.

  • وسائل الإعلام وخاصة المرئي منها:

في الأونة الأخيرة أصبحت وسائل الإعلام سببا مساهما من أسباب العنف الأسري، وذلك لما تبثه تعرضه من مشاهد تشجع على العنف، في الأفلام والمشاهد العنيفة تحث الأفراد على تقليد أسلوب سلبي مع الآخرين.

  • عدم الخصوصية وتدخل الأقارب والآخرين في حياة الأسرة:

يؤدي ذلك إلى زيادة العنف الأسري لما يعانيه الأفراد من نميمة و تدخل سلبي في شؤون الأشخاص وحياتهم.

 أنواع العنف الأسري:

تتعدد أنواع العنف الأسري بتعدد وكثرة أسبابه،

يمكن تصنيف أنواع العنف الأسري إلى:

  • عنف جسدي.
  • عنف جنسي.
  • عنف نفسي.
  • عنف مادي أو إقتصادي.

تعتبر الأسرة هي الركيزة الأساسية في المجتمع والعنف الذي تواجهه الأسرة قائم على أساس اجتماعي،

وتشمل أنواع العنف الأسري ما يلي:

  • العنف الجسدي:

ما يواجهه الفرد أو الطرف الأضعف من ضرب مُبرح، صفع أو دفع، أي هو العنف الذي يتسبب بضرر وإصابات جسدية لأحد أفراد الأسرة والعنف الجسدي له دوافع التربية وفرض السيطرة، العقاب والانتقام، أو الإبتزاز المادي والحصول على المال، ويصل في بعض الأحيان إلى القتل، فقد حاسة من الحواس، وتختلف أساليب العنف وأدواته المستخدمة للتعنيف.

  • العنف النفسي:

أكثر أنواع العنف الأسري إنتشارًا، حيث يصعب تميزه ومعرفة إذا كان المُعنِّف يستخدم ذلك الأسلوب خوفًا على الضحية أم يستخدمه للإبتزاز والتهديد، والعنف النفسي هو إشعار الفرد بانه غير مرغوب، بإنتقاص دوره وعدم أخذ رأيه وأعتباره فرد هامشيًا في الأسرة، كمان أن العنف النفسي ينتج عن السب والألفاظ المسيئة والتنمر على شخصية وجسد الفرد، مما يفقده الثقة بنفسه.

  • العنف الجنسي:

ويتمثل في الإعتداء الجنسي أو أي فعل يمس خصوصية الفرد وكرامته سواء ماديًا أو معنويًا، كالألفاظ الجنسية الجارحة، إجبار الأطفال على القيام بأمور غير أخلاقية بإبتزازهم أو عرض المال عليهم والعنف الجسدي من أنواع العنف الأسري المعروفة ولكن بعض المجتمعات تتحفظ الحديث عن هذا الجانب.

  • العنف المادي:

وهو الحرمان من الميراث والموارد المادية، عدم تلبية الإحتياجات للأفراد عقابا لهم، عدم تقديم الرعاية الصحية والتعليمية وغيرها.

حيث تعتبر تلك الأنواع هي الشائعة في أنواع العنف الأسري والتي تساهم بشكل كبير في خلق الكراهية والعدوان تجاه أفراد الأسرة، والتي يترتب عليها بعض آثار العنف الأسري.

آثار العنف الأسري وعقوبات العنف الأسري:

تعاني الضحية من أثار واضحة وغير واضحة تكون أثار صحية وجسدية ونفسية وهي عواقب جسيمة لما يواجهه الفرد من عنف أسري ومجتمعي،

إليكم آثار العنف الأسري الأكثر شيوعا:

  • الآثار الصحية:

وتتمثل بعض التعرض للعنف في فقدان الوعي، الغثيان، فقدان الذاكرة، إيجاد صعوبة في التنفس، مما يصاحبه اضطرابات نفسية كالقلق والاكتئاب وظهور مشاكل صحية عديدة مثل القولون العصبي، مشاكل القلب، مشاكل النوم، وتناول أطعمة غير صحية والإدمان على المهدئات والكحول.

  • الأثار الجسمانية أو الجسدية:

وهي من آثار العنف الأسري الناتجة على الجسد من فقد بعض الحواس كالحركة والبصر والسمع، والحروق والكدمات، كسور العظام وتستمر آثارها لفترات طويلة من الزمن.

  • الآثار النفسية:

يؤثر العنف الواقع على الفرد تأثيرًا جسيمًا على ثقته بنفسه، واعتباره فردًا مرغوبا في مجتمعه وأسرته، تشعر الضحية بالدونية والعجز وعدم رغبته في إستكمال الحياة وشعوره الدائم بإنهاء حياته كل ذلك من آثار العنف الأسري الواقع فعليا على الفرد.

عقوبات العنف الأسري:

هناك عقوبات العنف الأسري كثيرة وتختلف من دولة لأخرى وذلك حسب قانون العنف الأسري الخاص بالدولة وذلك لأن العنف له آثار وخيمة على الأسرة والمجتمع تؤدي إلى هلاك بنية المجتمع الأساسية وبالتالي يصبح العنف هو الصفة الأساسية الغالبة في المجتمعات.

وقد يكون أشد أنواع العنف الأسري المتواجدة والمنتشرة في المجتمع هو العنف الأسري ضد الأطفال، ويجب تشديد عقوبات العنف الأسري ضد الأطفال لأن الطفل هو نواة المجتمع و بصلاحها يصلح المجتمع وفساد تنشئته يفسد المجتمع وأفراده.

العنف الأسري ضد الأطفال:

العنف الأسري ضد الأطفال متمثل في:

  • يتأثر الأطفال دائما بالبيئة المحيطة بهم، مما يجعلهم في تهديد دائم لأمانهم، حيث الطفل يتأثر تأثيرًا واضحًا بالعنف الممارس عليهم أو العنف المتواجد في محيطهم يتأثر نفسيًا وجسديًا وبالتالي يؤثر ذلك في بنيته وسلوكياته وانطباعاته المستقبلية.
  • العنف الأسري ضد الأطفال هو استخدام القوة والأذى النفسي والجسدي من قبل أبويه كعقاب له، ولسخرية المفرطة منه وإهمال رعايته الصحية والنفسية، 

ويشمل العنف الأسري ضد الأطفال بعض الأنواع منها:

  • العنف البدني:

سلوك متعمد يستخدمه أحد أفراد الأسرة تجاه الطفل فيلحق به الأذى الجسدي مثل تعرضه للضرب او الحرق أو الحبس وقد يحدث أيضًا بشكل غير مباشر كمنع الطعام عنه، أو عدم تأمين حياة صحية له فذلك من أنواع العنف الأسري ضد الأطفال.

  • الإيذاء النفسي للطفل:

وهي السلوكيات المستخدمة التي تسبب خلل في صحة الطفل النفسية كممارسة السخرية منه، ترديد ألفاظ مسيئة له، إهمال الطفل، وتحقيره وتهديده، عدم أخذ رأيه والتحاور معه، التمييز والتفرقة ذلك يسبب حرمان عاطفي ويشعر الطفل بعدم محبته وعدم رغبة الأفراد به.

  • العنف الجنسي:

وهو استغلال الطفل في أمور غير أخلاقية محرمة لإشباع احتياجات جنسية لأحد أفراد الأسرة وذلك من خلال استغلاله وابتزازه ويعرف ذلك بالتحرش الجنسي للطفل.

وبذلك نعرف أن العنف الأسري ضد الأطفال يسبب للطفل فقدان في الثقة بالنفس، التردد في الحوار والقيام بالأعمال، وشعوره بالإحباط والقلق والاكتئاب، مما يؤدي إلى زيادة العنف وتغيير سلوكياته تغير سلبي والتي تؤثر على حياته المستقبلية.

 قانون العنف الأسري:

بناءًا على زيادة ظاهرة العنف الأسري كان لا بد من وجود رد رادع لكل مرتكبي العنف وأصبح هناك قانون العنف الأسري، الذي يحمي أفراد المجتمع من العنف وتوابعه الجسيمة، حيث قانون العنف الأسري يهدف في نهاية الأمر إلى حماية الأسرة من كافة أشكال العنف والحد من انتشاره والوقاية منه.

حيث يعد ذلك القانون بمثابة مشروع يجرم ممارسات العنف المتبعة على الطفل والمرأة والأسرة.

فأصبح من حق أفراد الأسرة المتضررين حماية أنفسهم عن طريق قانون العنف الأسري والتأكد من أخذ حقوقهم سواء ماديًا أو بعدم التعرض لهم ثانية.

 

ونخلص إلى أن العنف بعدما كانت مشكلة يمكن حلها أصبح ظاهرة متفشية في المجتمع ككل، له آثار وعواقب وأسباب، يبحث الفرد عن حل لها دائمًا ويتجنب العنف سواء على ذاتك او الأخرين.

طموح للحقائب التدريبية

طموح نحو تدريب أفضل

للمزيد من المقالات:  

مهارات التدريب وتحديد وظائف المدرب وقياس كفائتة

 

التعليقات (0)


لا يوجد تعليقات ...

إضافة تعليق جديد